Saturday, June 23, 2007

أم هانــــــــــــــــــــئ



أم هانئ ....... ليست بأمى ولا أمك إنما هى ام من نوع فريد فقد ضمت بين أضلعها اناسا ً ظن الجاحدون أن دورهم فى الحياة قد انتهى ولابد وأن ينفوا بعيدا ً فالحياة للشباب والمرح والسعادة لا للكآبة والكهولة والكسل ولكن ام هانئ تمردت على هذا الوضع واعترضت ونادت بأن لا مكان يستحقكم سواى فأنا الذى سأمسح دمعكم وازيل همكم انا الذى سأحرصكم بين جفونى من أيدى الجاحدين ولكن ليست ام هانئ وحدها من ثارت لهذا الامر فغيرها الكثير والكثير ..................... وآن الوقت لتعرفوا من هى ام هانئ إنها ام المسنين والمسنات إنها الدار التى ارتمى فى حضنها العديد من المسنين والمسنات وحاولت بإستطاعتها ان تحنو عليهم وتعوضهم عما فات وولى ولكنهم لم يشعروا بالدفء الذى كانوا يحلمون به عندما كانوا يزرعون ويروون صغارهم ليحصدوا مازرعوا بعد سنوات ولكن كما نقول " قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر " فقد امتلأ هذا الزمان بالكثير من الابناء العاقين لابائهم وامهاتهم وان كان ليس كل الابناء هكذا وليس كل المسنين والمسنات فى هذه الدار ممن جحد ابناؤهم فضلهم ونكروه فمنهم من لم يجد من يرعاه لانه غير متزوج أو لم ينعم الله عليه بنعمة الانجاب وفقد نصفه الحلو الذى ملأ عليه دنياه فسبقه لدار الخلد ومن هذه الحالات " ماما كريمة " او جوهرة والتى قابلتها فى دار ام هانئ وكان الحزن يملؤها ويطفوا على وجهها وينبثق من عينيها لتنزل الدموع على خديها ويحمر وجهها هذا مارأيته فى عينيها حين تحدثت معها وان كنت فى البداية ظننت انها غير ودودة ولا تحب ان تتعامل مع احد ثم اتضح بعد ذلك ان هذا الانطباع كان بسبب حزنها ولانها جديدة فى هذه الدار ولم يمر عليها سوى 10 ايام فلم تأخذ عالمكان وعندما جلست بجوارى ووضعت يديها على ظهرى وقالت لى " ازيك يا حبـــيــبــتى ؟" فشعرت بطيبتها وحنيتها و تبادلنا اطراف الحديث ولكنى كنت متشوقة لمعرفة ماسبب مجيئها هنا وهو ماعرفته بعد ذلك اثناء حديثنا حيث توفى زوجها منذ اربعة اعوام ولان مشاعرها رقيقة وخجولة ولم ترد ان تحمل احدا ً همها وتشغلهم بوحدتها كما ان اخواتها فى انشغال دائم ويقطنون اماكن بعيدة عنها فلا يزورونها إلا قليلا ً لذلك اقترحوا عليها ان تذهب دار ام هانئ لعلها تجد فيها راحتها ولكن من اين تأتى الراحة وهى بعيدة عن احبائها ؟ عمن يشعر بها ويحس الامها ؟ وفى النهاية خضعت لقرارهم وذهبت بالفعل لدار ام هانئ ليقدر الله لى ان اقابلها هناك واتعرف عليها وبالرغم من ان المكان نظيف ويوجد اهتمام عالى بهم إلا ان ماما كريمة ليست سعيدة لانها سيدة مثقفة تحب التحاور والتناقش مع الاخرين ولكن المسنات اللاتى معها فى الدار دائما ً ما يتحدثون فى الطبيخ واللبس والغناء وما يوازى ذلك فهى لا تجد من يناقشها او يبادلها الرأى لذلك تجلس كثيرا ً فى حجرتها منفردة بنفسها تبكى على ما آلت اليه

اكتب هذا الموضوع لانقل لكم ما يشعر به المسنون وان كنت لم انقل احوال كل المسنين إلا انه يكفى ان انقل لكم احوال شخص منهم لتعرفوا ما يعانوه فنحن نعيش فى وسط اهلنا ونضحك ونمرح وغيرنا فى حاجة الينا وفى حاجة لمن يتكلم معه ويشكو له او حتى يناقشه ويشعر ان له من يسأل عليه ويهتم به فقد اعطانا الله نعمة الاهل ليجعلنا سبيلا ً لنزع الحزن من قلوب هؤلاء ورسم البسمة على وجوههم فهم فعلا فى حاجة إلينا كل يوم وليس يوما ً واحدا ً فقط

4 comments:

Unknown said...

المسنون للاسف بجد منسيون من حياتنا فنحن نهرب من اعبائهم و مشكاكلهم مع انهم لا يريدون منا سوى الابتسامه و التحاور و الاهتمام البيسط انهم كالاطفال يرضون باى شئ و لكنهم يرضون بالاشياء الى تعطى فقط عن طيب خاطر و ليس بتضرر

المسنون جدودنا و اولادنا ماضينا و مستقبلنا


اجمل اوقات حياتنا ممكن ان نقضيها معهم فهم يتمتعون بقلب صافى و بفهم واعى للحيااااااااااه


تحياتى على موضوعك الرااااااااااااائع الجميل جداً

Unknown said...

فعلا عندك حق
قلبى على ولدى انفطر وقلبى ولدى عليا حجر

موضوع هايل احييكى علية
فعلا
احنا نسينا اهلنا وانهم بركة البيت زى مكنا بنقول زمان وان من حقهم زى مشالونا فى طفولتنا وضعفنا اننا نشيلهم فى ضعفهم ربنا يسطر بس عارفة كما تدين تدان

aliaa said...

شكرا ليك whyme على زيارتك وردك السليم لان فعلا المسنون مش محتاجين مننا سوى الابتسامة والشعور بالاهتمام مش عاوزين مننا اكتر من كده بالاضافة لكده فهم لديهم خبرة واسعة فى حاجات كتيرة جدا يعنى اسعد انسان واخد ثواب وكمان اخد خبرة يعنى مش هنخسر اى حاجة من كله كسبانين
شكرا ليك مرة تانيه وياريت تكرر الزيارة اللى بجد اسعدتنى جدااااااا

aliaa said...

انا بفرح اوى يا ايه لما اشوف ردك
وعلى فكرة انا كنت اول مرة اروح دار مسنين وبجد لما شوفتهم كنت عاوزة ابكى اوىىىىىىىى لانى حسيت اننا ناسين ناس فى حياتنا محتاجين لنا بجد نفسى تروحوا دار مسنين شوفوا احوالهم
والحمدلله انا لازلت على اتصال بماما كريمة هى فعلا سيدة رقيقة جدا وانا بحبها
وربنا يهدى كل الشباب لابائهم يااااارب
شكرا ليكى يا ايه عالرد
دايما سباقة